السبت، 26 مارس 2011

هل حقا نريد ملكية دستورية؟

بعد الأحداث اللي صارت امبارح و كوننا بعاد شوي عن الأحداث و في محاولة لفهم ما يجري مع قياسه بالصورة الكبيرة لمحاولات التغيير في الوطن العربي...راودتني بعض الخواطر فيما يخص الحراك الشعبي في الوطن العربي عامة و في الأردن بشكل خاص
الأسبوع الماضي كانت أول مرة بسمع بحركة 24 أذار (مش انتقاصا للحركة و لكن ربما بسبب التقصير الإعلامي)...دورت على الحركة و شفت المطالب اللي بيطالبوا فيها...كلها مطالب يعني لا غبار عليها و من الممكن تحقيقها مع الوقت و بالألية المناسبة...لكن لي تعليق على موضوع الملكية الدستورية و الحكومة الوطنية المنتخبة...صراحة أنا خايف من اللحظة اللي حيصير فيها الحكومة عنا منتخبة فعلا...لأنه اذا كان الشعب غير قادر على انتخاب مجلس نواب حقيقي فكيف بالحكومة...كل واحد مهما كان مستوى تعليمه وقت الانتخابات بيرمي تعليمه و مفاهيمه و قيمه و بيركض ينتخب قريبه و ابن عشيرته و أبو صاحبه...أمانة كم واحد شارك بالأنتخابات على أساس البرنامج الانتخابي مش على أساس المعرفة الشخصية؟
المطالبة بالحكومة الدستورية بيتطلب وجود أحزاب ناضجة سياسيا قادرة على افراز نخب سياية و اقتصادية و تتمتع بقواعد جماهيرية تعطيها الشرعية...و أحزاب أخرى قوية و لديها ما يأهلها لتمارس دور المعارضة القوية الضاغطة و المراقبة...في الأردن لا يوجد لدينا لا هذا ولا ذاك...اللي مسميين حالهم نخب سياسية لا تفقه في السياسة شيئا و لا تزال تحركها المصالح الخاصة و الجهوية و مصالح البزنس...وأنا أخاف على الأردن من هيك أشكال...أعطوني اسم واحد فقط يصلح ليكون رئيس وزراء يكون أمين على مصالح جميع فئات الشعب...أخشى ما أخشاه أن تفرز الحكومة المنتخبة رئيس وزراء من أعضاء حركات البيانات اللي ما رح يفوت فرصة لسحب المزيد من الجنسيات و لتعزيز مفهوم الشرق - غرب أردني...أو أعضاء مجالس ادارة الشركات و المنتفعين الذين سيتسلحوا بشرعية الشعب لتبرير السرقات و الفساد...علينا قبل أن نطالب بحكومة دستورية أن نثقف نفسنا ديمقراطيا و سياسيا بممارسة دور المعارضة...عندها و عندما يتطور مفهوم الحكم و الرقابة نستطيع أن نطمئن على مستقبل البلد بأيدي حكومة منتخبة...الوضع الحالي لا يسمح و الشعب فشل في اختبار الوحدة الوطنية في مباراة كرة قدم فما بالكم في انتخابات تفرز سلطة؟
عندما تتبلور لدينا الممارسة الديمقراطية التي تغلب المصلحة العليا مع تقبل الانتقادات تعالوا طالبوا بديمقراطية و حكومة منتخبة
أنا مع الحركة في محاربة الفساد و لكني أرفض الملكية الدستورية...القصر هو الوحيد الذي يقوم حاليا بدور الرقابة على تصرف الشخصيات العامة و ذات النفوذ و هو الوحيد القادر على الموازنة بين الأردنيين على اختلافهم...فنحن جميعنا لدينا انتماء أخر غير الأردن...العشيرة و الأصل...الملكية هي الطرف الوحيد المراعي للأطراف جميعها و هو القادر على ربط الأردنيين مهما اختلفوا على مفهوم الانتماء للوطن

بعدين المشكلة في شعبنا العربي أن الذي حركه ليس حركات سياسية ناضجة لديها برنامج واضح و تصور للمرحلة بعد تحقيق المطالب...مثلما حدث في مصر...تنحى الرئيس و الشعب لا يملك برنامج لإدارة المرحلة التالية...و الشعوب الأخرى خرجت أيضا بداعي ردة الفعل لما يحصل في تونس و مصر و ليست بدافع نضج سياسي...و الدليل على أنه حتى الهتافات كانت (ملطوشة) من تلك الثورات...الشع يريد اسقاط الرئيس.. و مصطلح البلطجية و الأجندات...يعني تقليد جعلني بصراحة أعزف عن مشاهدة الأخبار...جميل أن يكون لديك شعب مثقف و واعي و يعتصم و يتظاهر و لكن هل نحن من الضحالة السياسية لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نخرج بشعاراتنا و أهدافنا الخاصة؟
أنا مع مطالب الشعوب و لكن على الشعوب ان تؤمن بالديمقراطية شعارا و تطبيقا...وإلا فاننا نكون كمن أعطى السلاح للجاهل فقتل كل من حوله و انتحر

هناك 4 تعليقات:

sheeshany يقول...

تعرف! أنا -و بتكلم بس عن نفسي- وصلت لمرحلة من القنوط إني بستنى إنو "الوقت" و فقط الوقت هو اللي ينتشلنا من كل هالهبل!

بكفي عاااااااد!

w7l يقول...

حتى لو كنت ضد الملكية الدستورية ، هل تعتقد حقا بقاء الوضع كما هو عليه سيغير اي شيء على ارض الواقع!؟ لقد جربنا الوضع الحالي لعشرات السنين و في كل مرة كانت الحكومة مخيبة للامال و يتم حلها فقط لامتصاص غضب الشارع ، فألا تعتقد ان الاوان لكي نخوض في عملية سياسية مختلفة قليلا عما تعودنا عليه من سياسات فاشلة سابقة؟

Devil's Mind يقول...

But don't forget that the current political situation in Jordan is cause by oppression. The government worked hard to annihilate any serious political parties. So it is no excuse to refrain from political reform. Political awareness comes as a result of freedom, and political ignorance comes as a result of oppression.

مواطنون بلا حدود يقول...

w7l
أنا لا أعتقد أن الأردن يحتمل التجارب...أنا مع الملكية الدستورية و لكن عندما يكون الشعب مستعدا لها...طالما أن المناسف و القرابات هي التي تتحكم بالعملية الانتخابية فلا أبشرك إلا بالأسوأ...كل شي له مقدمات و متطلبات مسبقة...الأصلاح يكون خطوة خطوة
مرحبا بك و بالجميع