الأسبوع الماضي كانت أول مرة بسمع بحركة 24 أذار (مش انتقاصا للحركة و لكن ربما بسبب التقصير الإعلامي)...دورت على الحركة و شفت المطالب اللي بيطالبوا فيها...كلها مطالب يعني لا غبار عليها و من الممكن تحقيقها مع الوقت و بالألية المناسبة...لكن لي تعليق على موضوع الملكية الدستورية و الحكومة الوطنية المنتخبة...صراحة أنا خايف من اللحظة اللي حيصير فيها الحكومة عنا منتخبة فعلا...لأنه اذا كان الشعب غير قادر على انتخاب مجلس نواب حقيقي فكيف بالحكومة...كل واحد مهما كان مستوى تعليمه وقت الانتخابات بيرمي تعليمه و مفاهيمه و قيمه و بيركض ينتخب قريبه و ابن عشيرته و أبو صاحبه...أمانة كم واحد شارك بالأنتخابات على أساس البرنامج الانتخابي مش على أساس المعرفة الشخصية؟
المطالبة بالحكومة الدستورية بيتطلب وجود أحزاب ناضجة سياسيا قادرة على افراز نخب سياية و اقتصادية و تتمتع بقواعد جماهيرية تعطيها الشرعية...و أحزاب أخرى قوية و لديها ما يأهلها لتمارس دور المعارضة القوية الضاغطة و المراقبة...في الأردن لا يوجد لدينا لا هذا ولا ذاك...اللي مسميين حالهم نخب سياسية لا تفقه في السياسة شيئا و لا تزال تحركها المصالح الخاصة و الجهوية و مصالح البزنس...وأنا أخاف على الأردن من هيك أشكال...أعطوني اسم واحد فقط يصلح ليكون رئيس وزراء يكون أمين على مصالح جميع فئات الشعب...أخشى ما أخشاه أن تفرز الحكومة المنتخبة رئيس وزراء من أعضاء حركات البيانات اللي ما رح يفوت فرصة لسحب المزيد من الجنسيات و لتعزيز مفهوم الشرق - غرب أردني...أو أعضاء مجالس ادارة الشركات و المنتفعين الذين سيتسلحوا بشرعية الشعب لتبرير السرقات و الفساد...علينا قبل أن نطالب بحكومة دستورية أن نثقف نفسنا ديمقراطيا و سياسيا بممارسة دور المعارضة...عندها و عندما يتطور مفهوم الحكم و الرقابة نستطيع أن نطمئن على مستقبل البلد بأيدي حكومة منتخبة...الوضع الحالي لا يسمح و الشعب فشل في اختبار الوحدة الوطنية في مباراة كرة قدم فما بالكم في انتخابات تفرز سلطة؟
عندما تتبلور لدينا الممارسة الديمقراطية التي تغلب المصلحة العليا مع تقبل الانتقادات تعالوا طالبوا بديمقراطية و حكومة منتخبة
أنا مع الحركة في محاربة الفساد و لكني أرفض الملكية الدستورية...القصر هو الوحيد الذي يقوم حاليا بدور الرقابة على تصرف الشخصيات العامة و ذات النفوذ و هو الوحيد القادر على الموازنة بين الأردنيين على اختلافهم...فنحن جميعنا لدينا انتماء أخر غير الأردن...العشيرة و الأصل...الملكية هي الطرف الوحيد المراعي للأطراف جميعها و هو القادر على ربط الأردنيين مهما اختلفوا على مفهوم الانتماء للوطن
بعدين المشكلة في شعبنا العربي أن الذي حركه ليس حركات سياسية ناضجة لديها برنامج واضح و تصور للمرحلة بعد تحقيق المطالب...مثلما حدث في مصر...تنحى الرئيس و الشعب لا يملك برنامج لإدارة المرحلة التالية...و الشعوب الأخرى خرجت أيضا بداعي ردة الفعل لما يحصل في تونس و مصر و ليست بدافع نضج سياسي...و الدليل على أنه حتى الهتافات كانت (ملطوشة) من تلك الثورات...الشع يريد اسقاط الرئيس.. و مصطلح البلطجية و الأجندات...يعني تقليد جعلني بصراحة أعزف عن مشاهدة الأخبار...جميل أن يكون لديك شعب مثقف و واعي و يعتصم و يتظاهر و لكن هل نحن من الضحالة السياسية لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نخرج بشعاراتنا و أهدافنا الخاصة؟
أنا مع مطالب الشعوب و لكن على الشعوب ان تؤمن بالديمقراطية شعارا و تطبيقا...وإلا فاننا نكون كمن أعطى السلاح للجاهل فقتل كل من حوله و انتحر